الثلاثاء، 7 فبراير 2012

ألم‏..‏ ألم

ألم‏..‏ ألم






ألم‏..‏ ألم
ماذا جنيت من الألم ؟
وجه كسير‏..‏ وابتسامات‏..‏
كضوء الصبح بعثرها السأم‏..‏
حلم حزين بين أطلال النـهاية‏..‏
في ذبول‏..‏ يبتسم
عمر علي الطـرقات كالطفـل اللـقيط‏..‏
يسائل الأيام عن أب‏..‏ وأم
نهر جريح
تنزف الشطآن في أعماقه
حتـي سواقيه الحزينة‏..‏
مات في فمها النغم
ندم‏..‏ ندم
ماذا جنيت من الندم ؟
سيف تحنط فوق صدر النيل‏..‏
يحكي قصة الزمن الأشم
سجنـوه فانتحرت أغانيه الجميلة
وانزوت أحلامه السـكري
وصارت كالعدم
شطآنـه الخضراء تأكلـها الأفاعي
ماؤه الفضي تسكنه الرمم
في كل شبر‏..‏
من ربوع النـهر أفاق
يبيع الناس جهرا‏..‏ والذمم
من جاء بالوجه الملطـخ بالخطايا
كي يؤم النـاس في قلب الحرم
من جاء بالقلم الأجـير
لكي يبيع لنا المواعظ والحكم
لن يستوي سيف يسبح للضلال‏..‏
وسيف عدل‏..‏ قد حكم
عدم‏..‏ عدم
ماذا جنيت من العدم ؟
يبكي أبو الهول المحطم في ذهول‏..‏
تعلن الأحجار عصيان الهرم
هل بعد هذا العمر‏..‏
يسقط تاجه المرصود من نـور ودم ؟
ما بين أنصاف الرجال‏..‏
وباعة الأوهام‏..‏ والغلـمان
تنتحر الشـعوب‏..‏
وينـزوي فجر الأمم
مازلت أمضي في الطـريق‏..‏
وأسأل الزمن الجبان
بأن يثور‏..‏ ويقتحم
فيطل من بين الخرائب‏..‏
ألف دجال‏..‏ وألف مقامر‏..‏
والكل من جسم الغنيمة يقتسم
من علـم الوطن الجميل
بأن يبيع الإبن
في سوق النـخاسة والعدم ؟
يا أيها الوطن
الذي أسكنته عيني
وأسكنني سراديب النـدم
قم من ترابك
أطلق الأحجار في وجه السكاري‏..‏
والمواخير الكئيبة‏..‏
لا تدع في أي ركن من روابيها صنم
كل الذي أبقت لنا الأيـام
في الوادي الجميل
دموع حزن‏..‏ أو ألم
من يا تري فينا ظــلم
من يا تري فينا ظــلم
فإلي متي‏..‏
سيظل يحملنا زمان القهر
من هم‏..‏ لهم
وإلي متي‏..‏
سيظل أقزام الزمان الوغد
في اعلي القمم ؟
وإلي متي
سنظل نجري في القطيع‏..‏
وخلفنا‏..‏
ذئب الغنم ؟
منظومة الفساد‏..‏ وقوي الثورة


للشاعر فاروق جويدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق