الأربعاء، 4 يناير 2012

أبو تمام حبيب الطائي

أبو تمام حبيب الطائي
من شعراء القرن الثالث الهجرى
 
هو / حبيب بن أوس بن الحارث الطائي المعروف باسم أَبو تَمّام عاش ما بين عاميّ 843 - 796م. ولد بقرية (جاسم) من قرى حورانبسورية) شاعر عربي كبير.
كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. وفي أخبار أبي تمام للصولي: «أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء».
في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبيوالبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جريروالأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.
ذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً من حوران في سوريا يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه بعد قدومه إلى دمشق يعمل خماراً في أحد حانات دمشق وعمل (أبو تمام) حائكاً فيها لفترة من الزمن ثمَّ انتقل إلى مدينة حمص وبدأ بها حياته الشعرية واشتهر بعدها ب أبوتمام.
سافر إلى بلاد عديدة وثم ولى بريد الموصل وتوفى ودفن فيها. وشاعر الشام الكبير حبيب بن أوس الملقب بابي تمام الطائي الذي جايل الخليفة العباسي الشهير المعتصم بالله وناشده بقصيدة مدح مشهورة اثر انتصاره علي رأس جيشه في موقعة عمورية علي الاعداء البيزنطيين، ومطلعها

السيف أصدق انباء من الكتبِ
في حدّه الحد بين الجد واللعب


هناك خلاف حول مولده ووفاته ولكم جزء مما قيل عنه تفصيلاً
اسمه وكنيته ونسبه
:أبو تمَّام حبيب بن أوس بن الحارث بن قيس بن الأشَج بن يحيى ... بن طي ، وينتهي نسبه إلى يَعرُب بن قحطان . ولادته ونشأته :اختلفت أقوال المؤرّخين في سنة ولادته ، ومجموع الأقوال أنّه : إما وُلد في سنة 172 هـ أو 188 هـ أو 190 هـ أو 192 هـ . وقد وُلد بقرية جاسم ، من قرى الجيدور من أعمال دمشق ، وفي دائرة المعارف الإسلامية : كان أبوه نصرانياً .
نشأ المترجم بمصر ، وفي حداثته كان يسقي الماء في المسجد الجامع ، ثم جالس الأدباء ، فأخذ عنهم ، وتعلَّم منهم ، وكان ‏فَطِناً فَهِماً ، وكان يُحبُّ الشعر ، فلم يزل يعانيه حتى قال ‏الشعرَ وأجادَ ، وشاعَ ذكرُه ، وسارَ شعرُه . مكانته :كان أحد رؤساء الإمامية ، والأوحد من شيوخ الشيعة في الأدب في العصور المتقادمة ، ومن أئمة ‏اللغة ، ومنتجع الفضيلة والكمال ، وكان يؤخذ عنه الشعر وأساليبه ، وينتهي إليه السير ، ويُلقَى لديه بالمَقالد . ولم يختلف اثنان في ‏تقدُّمِه عند حلبات القريض ، ولا في تولُّعِه بولاء آل الله الأكرمين ( عليهم السلام ) ، وكان آية في الحفظ والذكاء . وفي معاهد التنصيص : كان يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة للعرب ، غير المقاطيع والقصائد . وفي التكملة : أخْمَلَ ( أعْجَزَ ) في زمانه ‏خمسمِائة شاعر ، كلُّهم مُجيد
.وعندما بلغ ‏المعتصِمُ خبره ، حَمَله إليه ‏وهو بسامراء ، فأنشد أبو تمَّام فيه قصائد عِدَّة ، وأجازه المعتصم ، وقدَّمه على شعراء وقته . وقَدِم أبو تمَّام إلى ‏بغداد ، وتجوَّل في العراق وإيران ، ورآه محمد بن قدامة بقزوين ، فجالس بها الأدباء ، وعاشر العلماء ، وكان موصوفاً بِحُسن‏ الأخلاق ، ‏وكرم النفس . شعره :قال الحسين بن إسحاق : قلتُ للبُحتَري : الناس يزعمون أنك أشعر من أبي تمَّام .فقال : والله ما ينفعني هذا القول ، ولا يضر أبا تمام ، والله ما أكلت الخبز إلا به ، ولَوَدَدتُ أن الأمر كما قالوا ، ولكني والله تابع له ، لائذٌ به ، آخذ منه ، نَسيمي يَركُدُ عند هَوائِه ، وأرضي‏ تنخَفِض عند سَمائه . وقال ابن المعتز : شعر أبي تمام كُلُّه حَسَن .وفي تاريخ ابن عساكر : إن كان الشعر بجودة اللَّفظ ، وحُسن المعاني ، واطِّراد المراد ، واستواء الكلام ، فهي لأبي تمام ، وهو أشعر الناس . ومِن مميِّزات شعره أنه كان حَصيناً ، رَصيناً ، قوياً ، مَتيناً ، جَامعاً لمزايا الفصاحة ، والبلاغة ، والبراعة ، طرق أغلب الأغراض الشعرية . ديوانه :قد يُقال : إن المترجم لم يدوِّن شعره ، لكن الظاهر من قراءة عثمان بن المُثنَّى القُرطبي المتوفى ( 273 هـ ) ، أن شعره كان مدوَّناً في حياته ، واعتنى بعده جمع من الأعلام والأدباء بترتيبه ، وتلخيصه ،‏ وشرحه ، وحفظه . قال النجاشي في فهرسته : له شعر كثير في أهل البيت ( عليهم السلام ) .وذكر أحمد بن الحسين أنه رأى ‏نسخة عتيقة ، ولعلَّها كُتبت في أيامه أو قريباً منه ، وفيها قصيدة يذكر فيها الأئمة ( عليهم السلام ) . حتى انتهى إلى أبي جعفر الثاني الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، لأنه‏ تُوفِّي في أيامه ( عليه السلام )
. ولأبي تمَّام - مما أفرغه في قالب التأليف - ديوان الحَمَاسة ، الذي سار به الرُكبان ، واستفادت به الأجيال بَعدَه . فجمَع فيه عيون ‏الشعر ووجوهه من كلام العرب ، ورتَّبه على عشرة أبواب ، خصَّ كل بابٍ بفَنٍّ ، وقد اعتنى بشرحه جَمْعٌ‏ كثيرٌ من أعلام الأدَب . آثاره الأدبية : نذكر منها ما يلي
1 - الاختيارات من شعر الشعراء
.2 - الاختيار من شعر القبائل
.3 - اختيار المقطعات
.4 - المختار من شعر المحدثين
.5 - نقائض جرير والأخطل
.6 - الفحول ، وهو مختارات من قصائد شعراء الجاهلية والإسلام
. وفاته:توفّي‏ الشاعر أبو تمَّام الطائي ( رحمه الله ) عام 228 هـ أو 231 هـ أو 232 هـ بمدينة الموصل ، ودٌفن ( رحمه الله ) بها ، وبنى عليه أبو نهشل بن حميد الطوسي قُبَّة خارج باب الميدان .

أخوه عد الفخار وصهره
فلا مثله أخ ولا مثله صهر

وشد به أزر النبي محمد
كما شد موسى بهارونه الأزر
وما زال صباراً دياجير غمرة
يمزقها عن وجهة الفتح والنصر
هو السيف سيف الله في كل مشهد
وسيف الرسول لا ردان ولا دثر
ثوى ولا هل الدين أمن بحده
وللواصمين ضلال ليس فيه له إثر
يسد به ثغر المخوف من الردى
ويعتاص من أرض العدو به الثغر
بأحد وبدر حين ماج برجله
وفرسانه أحد وماج بهم بدر
ويوم حنين والنضير وخيبر
وبالخندق الثاوي بعقوته عمرو
سما للمنايا الحمر حتى تكشفت
وأسيافه حمر وأرماحه حمر
مشاهد كان الله كاشف كربها
وفارجه والأمر ملتبس إمر
ويوم الغدير استوضح الحق أهله
بفيحاء لا فيها حجاب ولا سر
أقام رسول اله يدعوهم بها
ليقربهم عرف وينآهم نكر
فكان له جهر بإثبات حقه
وكان لهم في بزهم حقه جهر
لكم ذخركم أن النبي ورهطه
وجيليهم ذخري إذا التمس الذخر
جعلت هواي الفاطميين زلفة
إلى خالقي ما دمت أو دام لي عمر
وله ايضاً


أظبية حيث استنت الكثب العفر * رويدك لا يغتالك اللوم والزجر
أسري حذارا لم يقيدك ردة * فيحسر ماء من محاسنك الهذر
أراك خلال الأمر والنهي بوة * عداك الردى ما أنت والنهي والأمر؟!
أتشغلني عما هرعت لمثله * حوادث أشجان لصاحبها نكر؟!
ودهر أساء الصنع حتى كأنما * يقضي نذورا في مساءتي الدهر
له شجرات خيم المجد بينها * فلا ثمر جان ولا ورق نضر
وما زلت ألقى ذاك بالصبر لابسا * رداءيه حتى خفت أن يجزع الصبر
وإن نكيرا أن يضيق بمن له * عشيرة مثلي أو وسيلته مصر
وما لامرئ من قاتل يوم عثرة * لعا وخديناه الحداثة والفقر
وإن كانت الأيام آضت وما بها * لذي غلة ورد ولا سائل خبر
هم الناس سار الذم والحرب بينهم * وحمر أن يغشاهم الحمد والأجر
صفيك منهم مضمر عنجهية * فقائده تيه وسائقه كبر
إذا شام برق اليسر فالقرب شأنه * وأنأى من العيوق إن ناله عسر
أريني فتى لم يقله الناس أو فتى * يصح له عزم وليس له وقر
ترى كل ذي فضل يطول بفضله * على معتفيه والذي عنده نزر
وإن الذي أحذاني الشيب للذي * رأيت ولم تكمل له السبع والعشر
وأخرى إذا استودعتها السر بينت * به كرها ينهاض من دونها الصدر
طغى من عليها واستبد برأيهم * وقولهم إلا أقلهم الكفر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق