الخميس، 12 يناير 2012

ليوهانس فيرمير

ليوهانس فيرمير

«الفتاة ذات اللؤلؤة»
للرسام الهولندي الشهير







«الفتاة ذات اللؤلؤة» ثاني أشهر «بورتريه» لامرأة في تاريخ الفنون النهضوية الأوروبية، بعد «موناليزا» ليوناردو دافنشي. فهذه اللوحة التي لم يكن كثر يعرفونها، خارج إطار هواة الفن التشكيلي وهواة أعمال فيرمير، بشكل خاص،  هذه اللوحة لم يكن اسمها في الأصل «الفتاة ذات اللؤلؤة»، بل كان ثمة تأرجح دائم بين اسمين لها: «الشابة ذات غطاء الرأس وقرط الإذن»..
أما «الفتاة ذات اللؤلؤة» فانه الاسم المستحدث لها.
وإذا كان أول ما يلفت النظر في اللوحة بشكل عام هو قرط الإذن المصنوع من لؤلؤة تبدو مضيئة،
فان تفرساً معمقاً في اللوحة، سيكشف عن الأهمية القصوى للفم فيها. فالفم الجميل هنا نراه نصف مفتوح، وهي حركة كانت – في المدرسة الهولندية للرسم في ذلك الحين – تعكس سمة الشخصية وكأنها تريد أن تتوجه بالحديث إلى مشاهد اللوحة، عبر اجتياز الحدود التي لهذه اللوحة.. أي عبر خرق الحد الفاصل بين واقع المتفرج وخيال المرسوم.
أما الرأس ففيه انحناءة خفيفة تعطي الانطباع بأن الفتاة غارقة في أفكارها في الوقت نفسه الذي تحدق في المتفرج بكل حيوية.
من ناحية الملابس، نلاحظ أن ثوب الفتاة الخارجي اصفر مائل قليلاً إلى البني، وهو من دون أية زركشة ما يركز على اللون الأبيض اللماع للقبة.. وهو لون يتزامن مع لون اللؤلؤة، ولون بياض عيني الفتاة.
أما غطاء الرأس الأزرق والذي ينطلق منه ما يشبه الخمار الأصفر، فانه يعطي مناخ تفاوت لوني إضافي، بخاصة أن الخمار ينسدل على الكتف محيلاً غمق لون الثوب البني، إلى لون يبرز الخمار وأصفره البراق. في العالم التلويني الإجمالي للوحة،
من الواضح هنا أن فيرمير، كعادته في معظم لوحاته، يشتغل على ألوان صافية تكاد تكون محايدة من دون أية مدلولات حقيقية، مما يبرز هنا، وسط هالة اللون وقد عاد لون لا أكثر، صفاء الوجه وتعبير النظرات.
غير أن ما يمكن التوقف عنده إذ بلغت النظر حقاً، إنما هو – بشكل عام – الزي الذي ترتديه الفتاة. فهو زي يبدو اقرب إلى الثياب الراقية، وبخاصة إلى أزياء ذلك العصر التركية.
ويعرف أن ذلك العهد كان عهد حروب أوروبية ضد الدولة العثمانية أي ضد الأتراك..
ومن الواضح أن فيرمير إنما يعكس هنا، خارج إطار ضراوة الحرب والصراع، انبهار أوروبا المسيحية وافتنانها بالحياة اليومية للعدو العثماني. ولعل خير ما يعبر عن هذا، أكثر من الزى المرتدي نفسه، اللؤلؤة المعلقة قرطاً في الإذن.. فهي لؤلؤة من نوع وحجم كان من الصعب العثور على ما يماثله في أزياء الفتيات الأوروبيات في ذلك الحين. لكنه كان كلي الوجود لدى الشرقيات.
ومن هنا اعتبر الدارسون هذا القرط سمة شرقية أساسية في اللوحة، بخاصة أن فيرمير وضعه في منتصف اللوحة، في تناسق مع لمعان العينين، ليركز عليه ويضفي على وجوده أهمية معبرة. انه هنا، على الأرجح، ليعطي نظرة الفتاة كل معناها. وهو يفعل هذا بالتأكيد.
رسم فيرمير دي دلفت (1632 – 1675) هذه اللوحة نحو العام 1665، في وقت كانت شهرته قد استقرت..
وكان قد اتجه اساساً إلى رسم البورتريهات لصبايا يتنافسن زياً وجمالاً،
كما إلى رسم مشاهد داخلية للبيوت. وهو النمط الذي كان قد ساد هولندا في ذلك الحين. في زمن كان فيه الاقتصاد التجاري والانفتاح على العالم قد بدآ يعطيان الحياة المنزلية الداخلية أو فردية الأشخاص أهميتهما الفائقة في الحياة الاجتماعية.
ولئن كان فيرمير قد ترك لوحات عديدة تصور داخل البيوت والحركة فيها، فان البورتريهات التي رسمها لحسناوات، موديلات أو قريبات أو حتى عشيقات، تظل من ابرز أعماله في تلك المرحلة من حياته.هذه اللوحة لم يكن اسمها في الأصل «الفتاة ذات اللؤلؤة»، بل كان ثمة تأرجح دائم بين اسمين لها: «الشابة ذات غطاء الرأس وقرط الإذن»..
أما «الفتاة ذات اللؤلؤة» فانه الاسم المستحدث لها.
وإذا كان أول ما يلفت النظر في اللوحة بشكل عام هو قرط الإذن المصنوع من لؤلؤة تبدو مضيئة،
فان تفرساً معمقاً في اللوحة، سيكشف عن الأهمية القصوى للفم فيها. فالفم الجميل هنا نراه نصف مفتوح، وهي حركة كانت – في المدرسة الهولندية للرسم في ذلك الحين – تعكس سمة الشخصية وكأنها تريد أن تتوجه بالحديث إلى مشاهد اللوحة، عبر اجتياز الحدود التي لهذه اللوحة.. أي عبر خرق الحد الفاصل بين واقع المتفرج وخيال المرسوم.
أما الرأس ففيه انحناءة خفيفة تعطي الانطباع بأن الفتاة غارقة في أفكارها في الوقت نفسه الذي تحدق في المتفرج بكل حيوية.
من ناحية الملابس، نلاحظ أن ثوب الفتاة الخارجي اصفر مائل قليلاً إلى البني، وهو من دون أية زركشة ما يركز على اللون الأبيض اللماع للقبة.. وهو لون يتزامن مع لون اللؤلؤة، ولون بياض عيني الفتاة.
أما غطاء الرأس الأزرق والذي ينطلق منه ما يشبه الخمار الأصفر، فانه يعطي مناخ تفاوت لوني إضافي، بخاصة أن الخمار ينسدل على الكتف محيلاً غمق لون الثوب البني، إلى لون يبرز الخمار وأصفره البراق. في العالم التلويني الإجمالي للوحة،
من الواضح هنا أن فيرمير، كعادته في معظم لوحاته، يشتغل على ألوان صافية تكاد تكون محايدة من دون أية مدلولات حقيقية، مما يبرز هنا، وسط هالة اللون وقد عاد لون لا أكثر، صفاء الوجه وتعبير النظرات.
غير أن ما يمكن التوقف عنده إذ بلغت النظر حقاً، إنما هو – بشكل عام – الزي الذي ترتديه الفتاة. فهو زي يبدو اقرب إلى الثياب الراقية، وبخاصة إلى أزياء ذلك العصر التركية.
ويعرف أن ذلك العهد كان عهد حروب أوروبية ضد الدولة العثمانية أي ضد الأتراك..
ومن الواضح أن فيرمير إنما يعكس هنا، خارج إطار ضراوة الحرب والصراع، انبهار أوروبا المسيحية وافتنانها بالحياة اليومية للعدو العثماني. ولعل خير ما يعبر عن هذا، أكثر من الزى المرتدي نفسه، اللؤلؤة المعلقة قرطاً في الإذن.. فهي لؤلؤة من نوع وحجم كان من الصعب العثور على ما يماثله في أزياء الفتيات الأوروبيات في ذلك الحين. لكنه كان كلي الوجود لدى الشرقيات.
ومن هنا اعتبر الدارسون هذا القرط سمة شرقية أساسية في اللوحة، بخاصة أن فيرمير وضعه في منتصف اللوحة، في تناسق مع لمعان العينين، ليركز عليه ويضفي على وجوده أهمية معبرة. انه هنا، على الأرجح، ليعطي نظرة الفتاة كل معناها. وهو يفعل هذا بالتأكيد.
رسم فيرمير دي دلفت (1632 – 1675) هذه اللوحة نحو العام 1665، في وقت كانت شهرته قد استقرت..
وكان قد اتجه اساساً إلى رسم البورتريهات لصبايا يتنافسن زياً وجمالاً،
كما إلى رسم مشاهد داخلية للبيوت. وهو النمط الذي كان قد ساد هولندا في ذلك الحين. في زمن كان فيه الاقتصاد التجاري والانفتاح على العالم قد بدآ يعطيان الحياة المنزلية الداخلية أو فردية الأشخاص أهميتهما الفائقة في الحياة الاجتماعية.
ولئن كان فيرمير قد ترك لوحات عديدة تصور داخل البيوت والحركة فيها، فان البورتريهات التي رسمها لحسناوات، موديلات أو قريبات أو حتى عشيقات، تظل من ابرز أعماله في تلك المرحلة من حياته.
«الفتاة اللؤلؤة» لا تقل عنها جمالاً.. وها هي اليوم لا تقل عنها شهرة. بل إن كثراً من المتخصصين، يبدون مستعدين اليوم لكي يؤكدوا إن «الفتاة ذات اللؤلؤة» تكاد تختصر وحدها أسلوب فن فيرمير كله، بما في ذلك روعته التلوينية وغموضه. ناهيك بأن الفتاة المرسومة نفسها، يمكنها أن تختصر لنا المثال الأعلى الأنثوي كما كان مطروحاً في زمن فيرمير، 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق